د. مينا يوحنا: «الحق في التعليم والصحة والعمل ليس هِبَة من سُلطة بل حق أصيل للإنسان»

كتبت: مروة حسن
أكَّد د. مينا يوحنا، رئيس منظمة الضَّمير العالمي لحقوق الإنسان بالعالم، أنّ حقوق الإنسان تظلُّ الدِّرع الحصين والملاذ الآمن الذي يحمي الكرامة الإنسانيَّة ويصون الحُرِّيَّة من كلِّ انتهاكٍ أو استبداد، موضحًا أنّ الإنسان خُلِق حرًّا، ولا معنى لحياةٍ تُسلَب فيها الكرامة أو تُقيَّد فيها الإرادة.
وأشار إلى أنّ حقوق الإنسان ليست مجرَّد شِعاراتٍ تُرفَع في المناسبات أو نُصوصٍ تُسطَّر في الدساتير، بل هي ضمانات عمليَّة تكفل حُرِّيَّة التَّعبير، وحقَّ الحياة الكريمة، والحماية من التمييز والعنف، لافتًا إلى أنّ التَّاريخ يُبرهن أنّ غياب العدالة والحقوق كان دائمًا مقدِّمةً للاستبداد والفقر والنزاعات.
وأضاف أنّ تفاقم الأزمات الإنسانيَّة في بؤر النِّزاع، وتزايد معاناة اللاجئين والنِّساء والأطفال، يجعل الدِّفاع عن حقوق الإنسان واجبًا إنسانيًّا وضرورةً وجوديَّة، حيث إنَّ الحقَّ في التعليم والصِّحة والعمل ليس هِبةً من سُلطة، وإنَّما حقٌّ أصيل تفرضه إنسانيَّة الإنسان.
وشدَّد على أنّ للإعلام دورًا محوريًّا في هذا السِّياق؛ فهو المرآة التي تكشف الحقيقة، والضَّمير الذي يفضح الانتهاكات، وأداة الضَّغط التي تُحفِّز الإصلاح والتغيير، مُبيِّنًا أنّ غياب الإعلام الحر يُبقي الانتهاكات طيَّ الظلام بلا شُهودٍ ولا محاسبة.
وتساءل: كيف يمكن لمجتمعاتنا العربيَّة أن تجعل من حقوق الإنسان واقعًا حيًّا يتجسَّد في الممارسة لا مجرَّد نُصوصٍ في القوانين؟ مؤكِّدًا أنّ الإجابة تبدأ من الأُسرة والمدرسة في ترسيخ ثقافة الحقوق، مرورًا بتقوية المجتمع المدني، وصولًا إلى تشريعات عادلة تحمي الأفراد وتوازن بين الحُرِّيَّة والمسؤوليَّة.
واختتم د. مينا يوحنا بالتأكيد على أنّ حقوق الإنسان هي خطُّ الدِّفاع الأوَّل ضدَّ القهر، والبوصلة التي تهدي الأُمم نحو مستقبلٍ أكثر عدلًا وإنصافًا، موضحًا أنّ التمسُّك بالحقوق والعدالة يظلُّ الطريق الأوحد لصناعة عالمٍ يصون للإنسان كرامته وحقَّه في الحياة، وهو ما تسعى إليه منظمة الضَّمير العالمي لحقوق الإنسان في رسالتها الإنسانيَّة عبر العالم.