الملك “سنوسرت الأول” يعيش بين النوبيين في أسوان

كتب: خالد شاطر
يعيش تمثال الملك سنوسرت الأول وسط القرية النوبية بجزيرة الفنتين في أسوان، حيث يطل برأسه على الشارع وكأنه يتحدث مع أهالي القرية الجالسين على المصاطب، بينما يلعب الأطفال حوله دون أن يوجهوا له أي أذى، ليصبح التمثال معلمًا بارزًا في طرقات القرية يحميه الأهالي الذين اعتادوا وجوده بينهم.
ويُذكر أن التمثال منحوت في صخور أرضية الجزيرة نفسها، أي أنه متصل بالأرض مثل الخرسانة الصلبة. وأجريت عدة دراسات لاستخراجه ونقله، لكن النتائج أوضحت أن إبقاءه في مكانه أفضل من محاولة إخراجه، إذ أن الجزء السفلي منه تعرض للتآكل، وأي محاولة لرفعه قد تؤدي إلى أضرار كبيرة به، لذلك تم تركه في موقعه حفاظًا على سلامته.
ويقع موقع التمثال الحالي على مقربة شديدة من المنطقة الأثرية، وهو ما يضمن حمايته، خاصة أن أهالي القرية يتمتعون بوعي وأمانة كافية للحفاظ عليه. ويُلاحظ أن التمثال جالس وغير مكتمل النحت والمعالم، وهو مصنوع من الجرانيت ويقع خارج سور المنطقة الأثرية.
ويرجح أغلب علماء الآثار أن التمثال يعود إلى الملك سنوسرت الأول من الدولة الوسطى، ثاني ملوك الأسرة الثانية عشرة، ويعني اسمه “الرجل ذو القوة”، حيث كان من أقوى ملوك هذه الأسرة وتولى حكم مصر تاركًا إرثًا حضاريًا هامًا.